أرشيف

واشنطن تقود اتصالات سرية للتهدئة في اليمن

ساد اليمن خلال الساعات الـ 24 الماضية، عقب إعلان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض فك الارتباط بين شمالي البلاد وجنوبها، هدوء حذر وسط مخاوف من تفجر الأوضاع في مديرية ردفان في محافظة لحج من جديد بعد ثلاثة أسابيع من احتواء المواجهات بين القوات الحكومية والمسلحين في ظل ما أطلق عليه اسم «الحراك الجنوبي».. بالتزامن مع تهديد قيادات جنوبية بعصيان مدني «مالم تعالج قضايا أبناء الجنوب».

ومع ورود أنباء عن اتصالات سرية بين الحكم والمعارضة في الخارج بدعم أميركي لتجنب انفجار الأوضاع، دعا المجلس المحلي في مديرية الحبليين في محافظة لحج اللجنة الرئاسية سرعة النزول إلى المنطقة لمعالجة قضايا المواطنين لامتصاص الغضب وتجنب انفجار الوضع من جديد. وطالب مسؤول محلي من نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور ومن رئيس اللجنة المكلفة بمعالجة أوضاع المنطقة عبد القادر هلال اللذين كلفا التحقيق في الأوضاع سرعة إجراء معالجات سريعة وقانونية سلمية لامتصاص استياء الناس.

وأبدى المسؤول المحلي تخوفه من تأثير خطاب علي سالم البيض على مواطني المحافظات الجنوبية ودفعهم إلى الالتحاق بما بات يعرف بـ «مسيرة التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب»، وقال إن ذلك يستدعي من السلطة الاهتمام بقضايا الناس، والإفراج عن المعتقلين ومعالجة الجرحى، بدلا من الحلول الأمنية، وتأمين المنطقة من أي مخاطر تهدد الوحدة اليمنية.

وكانت اللجنة الرئاسية المكلفة معالجة الأحداث التي وقعت في ردفان وأدت الى مقتل نحو 11 جنديا وأربعة من الأهالي أوصت بسحب النقاط العسكرية من المنطقة ومعالجة الجرحى وإطلاق سراح المعتقلين وغيرها من القضايا ذات العلاقة بقضايا المواطنين.

 

تهديد بعصيان

 وكان القيادي في الحزب الاشتراكي ورئيس هيئة الحراك السلمي في محافظة لحج ناصر الخبجي هدد باللجوء لإعلان العصيان المدني ضد السلطة، مالم تعالج قضايا أبناء الجنوب بشكل عام.

وقال الخبجي، وهو عضو في البرلمان عن كتلة الحزب الاشتراكي وقيادي في ما يسمى ب «حركة نجاح» إن السلطة ما تزال «تمارس أساليب قاسية ضد المواطنين، وتقتل وتعتقل المحتجين ضد سياساتها»، مضيفاً لأنه «لم يعد هناك مجال للمواطنين لتحمل الوضع الذي يعيشونه».

وعن الدعوة التي أطلقها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض لفك الارتباط بين شمال البلاد وجنوبها قال الخبجي: «البيض هو الرئيس الشرعي منذ العام 94 عندما أعلن فك الارتباط بين الجنوب والشمال»، لافتاً إلى «استجابة كبيرة من قبل المواطنين لتلك الدعوة خاصة مع تأزم أوضاعها».

وأضاف أن دعوة البيض «ليست رأيه فقط وإنما رأى أبناء الجنوب ومطالب الحراك الجنوبي». وقال ان هناك «مشاورات مع قيادة الثورة السلمية» التي يرأسها البيض وحركته لإقامة فعاليات ومسيرات واعتصامات خلال الأيام المقبلة. ودعا الخبجي السلطة إلى إطلاق المعتقلين الذين تم اعتقالهم في مدينة عدن قائلا إنهم قرابة 300 معتقل ومعالجة الجرحى، وهدد بتصعيد الاحتجاجات السلمية خلال 24 ساعة، إذا لم يتم إطلاق سراحهم.

 في هذه الأجواء المضطربة، قال قيادي بارز في المعارضة اليمنية أن الرئيس الأسبق علي ناصر محمد اعتذر عن عدم المشاركة في اللقاء التشاوري للمعارضة الذي انهي أعماله الجمعة في العاصمة صنعاء بتشكيل هيئة تتولى الحوار مع الأطراف السياسية على كيفية تجاوز الأزمة الراهنة.

وبحسب المصادر فإن مبعوثا من المعارضة التقى بالرئيس الأسبق، وأبلغه رغبتها بأن يلقي كلمة في اللقاء التشاوري الا انه اعتذر حرصا منه على عدم استغلال أطراف أخرى لكلمته في خلط الأوراق وإلى عتبه على عدم الرد على حملة السلطة التي استهدفته. وقال عضو الدائرة السياسية في تجمع الإصلاح عبده سالم، الذي حمل رسالة المعارضة، إن علي ناصر اعتذر عن المشاركة لإدراكه بأن هناك متغيرات «ربما ستكون متلاحقة أكثر مما نتصور».

وقال سالم إن علي ناصر أبدى استعداده للعمل على قاعدة التغيير على اعتبار «أننا أصبحنا أمام خيارين لا ثالث لهما.. إما تغيير الوضع الراهن أو القبول بتشطير الوطن وهو ما لا يمكن احتماله».

وعن علاقة كلمة البيض باعتذار علي ناصر، قال القيادي الإصلاحي: «كلمة البيض على ضوء ما سمعت من علي ناصر عبارة عن حلقة توثيق لترتيبات قادمة ربما تتجاوز البيض إلى ما عداه، وهي كغيرها من البيانات الخارجية المؤيدة للوحدة التي ربطت بين الوحدة والاستقرار».

زر الذهاب إلى الأعلى